الجن والمرض النفسي
الوصمة المدموغ بها المرض النفسي تعود أساساً للاعتقاد السائد لدى عامة الناس ونسبة غالبة من علماء الدين الإسلامي إلى أن المريض النفسي متلبس بالجن، أي يسكنه جن أو شيطان، أو على الأقل تحت تأثير السحر أو العين أو الحسد. وقد ساعدت وسائل الأعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة بدون أن تدرى في دعم هذا الاعتقاد بإفساحها المجال لمن يؤمنون بهذا الاعتقاد لإبداء آرائهم بقوة مدعمين هذه الآراء بآيات قرآنية و أحاديث نبوية وروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم. والجدير بالذكر أن هنالك عدد ليس بالقليل من علماء المسلمين لا يؤيدون هذا الاعتقاد وهو دخول الجن بدن المريض إلا أنهم يحجمون عن إبداء آراءهم خوفاً من نعتهم بالكفر أو الزندقة.
غالبا ما يتم الربط بين المرض النفسي والتلبس بالجن
|
غالبا ما يتم الربط بين المرض النفسي والتلبس بالجن
نسبة لهذا الاعتقاد السائد فإن هنالك أعداد كبيرة من المرضى النفسيين يقصدون الشيوخ والمطوعين الذين اشتهروا بعلاج التلبس وإزالة اثر السحر والعين والحسد ويدفعون أموالاً طائلة توقعاً للشفاء بأساليب متنوعة اشتهر بها هؤلاء المعالجين سنأتي على ذكرها لاحقاً. الغريب في الأمر أن هؤلاء المعالجين ليس لديهم وسائل تشخيص محددة، بل يؤكدون لكل مريض يقصدهم بأي نوع من الأعراض النفسية المتعارف عليها عالمياً بأنها من فعل السحر أو العين أو الحسد أو الشيطان. وأغلبية المرضى الذين يراجعون الأطباء النفسيين يذكرون أنهم تعالجوا لفترة عند هؤلاء الشيوخ وآثروا في النهاية مراجعة الطبيب النفسي بعد أن ساءت حالتهم الصحية أو لأنهم فطنوا أنهم ضلوا الطريق.
في مجتمعنا الشرقي والإسلامي اعتقد أن أغلبية الأطباء النفسيين لا يمانعون إطلاقا عندما تسمح حالة المريض من أن يقرأ عليه قرآنا أو أدعية لأن من المؤكد أن هذه الوسائل التي هي جزء من مكونات المريض العقائدية تساعد على دعم وتسريع العلاج الطبي من ناحية الإيمان بقضاء الله وتقبل أرادته مع توقع استجابته لصلواتهم وادعيتهم لرفع البلاء عنهم. ولكن من المهم أن لا يتدخل المطوع أو الشيخ في العلاج الطبي أو محاولة تنفير المريض أو أهله من متابعة العلاج لأن عددا كبيرا منهم لا يؤمن بأي دور للطب في العلاج .
الاعتقاد بتلبس الشيطان للإنسان كان سائدا في ما نطلق عليه الدول المتقدمة الآن في القرن الماضي نسبة لاعتقاد الكنيسة في الأمر، إلا أنه نتيجة للنهضة العلمية وانحسار تأثير الكنيسة فأن هذا الاعتقاد يكاد يكون قد اندثر، ومن يقول به الآن يعتبر كمن يؤمن بالخرافات.
نبذة تاريخية
لوحة تعود الى القرن الخامس عشر تظهر الجن وهم يحاولون اغواء احد القديسين
الاعتقاد بمسؤولية الأرواح الشريرة عن الأمراض مهما كان نوعها قديم من الأزل وقد كانت القبائل البدائية في التاريخ الأول تعزى أي مصيبة تحل بالقبيلة من أوبئة وكوارث طبيعية وقحط ومجاعات إلى هذه الأرواح الشريرة إن لم تكن من فعل آلهتهم الغاضبة والمعاقبة لهم. وبالمقابل توجد أرواح طيبة مثل أرواح أسلافهم يلجأ إليها أطباؤهم لإلهامهم ومساعدتهم في التخلص من عبث الأرواح الشريرة مع درأ آثار الكوارث والأوبئة ومساعدتهم في التغلب على أعدائهم.
كانت هذه الأرواح تفوق الخيال في" مسيبوتيميا القديمة" وكذلك كان الحال في" بابيلونيا القديمة" وقد كان للكهنة طقوس معينة يطردون بها هذه الأرواح من أبدان المرضى تشمل الصلوات وإطلاق البخور والأدعية للآلهة وفي بعض الأحيان تحدى هذه الأرواح وأمرها بالخروج.
كتب الهندوس المقدسة" فيدا" التي وضعت سنة ألف من قبل الميلاد تحدثت كذلك عن هذه المخلوقات الشريرة وكذلك كان الحال في بلاد فارس في القرن السادس قبل الميلاد. الكتب التي ترجع لهذه الحضارات تتحدث أيضا عن طقوس لطرد هذه الأرواح بواسطة الصلوات والمياه المقدسة.
ذكر أن" هومر" قد تحدث مع الشيطان، أما" سقراط" فقد وصف المجنون بالذي تحت تأثير الشيطان. وكذلك أكد " أفلاطون".
اشتهر الرومان بطقوس خاصة يلعب الجنس والخمر دورا كبيرا فيها وذلك لتلبيس أنفسهم بالشيطان عن طريق دخوله أبدانهم وذلك في حفلاتهم الصاخبة. وانتقلت هذه إلى اليونان القديمة لاحقاً.
التقاليد" الشامانية" تعتقد أن الأرواح الشريرة والشيطان مسئولة عن سرقة أرواح المرضى والحلول محلها محدثة مرضه، ويترتب على المعالج الذي يطلق عليه اسم "الشامان" البحث عن هذه الروح المسروقة واستعادتها لصاحبها بعد طرد الروح الشريرة لكي يشفي المريض.
إلى يومنا هذا نجد هذا الاعتقاد" الاستحواذ بالأرواح" منتشرا ليس فقط في دول العالم الثالث بل بين مجموعات في الدول الغربية المتقدمة التي فيها من يؤمن بتناسخ الأرواح، اى أن بعض أرواح الموتى التي كانت تعانى في حياتها أو لحظة مفارقتها للحياة بدلا من أن تصعد إلى السماء تحوم حول الأرض لتحل في جسد جديد محدثة لصاحبه معاناة نفسية وجسدية هائلة. ونتيجة لهذا الاعتقاد فقد انبرى عدد كبير من المعالجين الروحانيين لتخليص هؤلاء المرضى من هذه الأرواح بطقوس خاصة بهم. والجدير بالذكر أن بعض المعالجين النفسيين المعاصرين ابتكروا أسلوباً من العلاج النفسي أسموه "علاج الخلاص من الأرواح". وهذا العلاج غالبا ما يكون تحت التنويم. وهو مشابه لحد كبير لأساليب المعالجين الروحانيين والتي تعتمد لحد كبير على استغلال المعتقدات الخاصة بالمريض.
"Spirit possession / Spirit Releasement Therapy "
كتاب العهد الجديد
لوحة تظهر قسا يقوم بطقوس طرد الجن
تحدث العهد الجديد، كتاب المسيحيين المقدس عن أن سيدنا عيسى عليه السلام كان يمارس طقوس طرد الأرواح الشريرة من أبدان المرضى تأكيدا لنبوته وكان النبي يأمر هذه الأرواح بالخروج من بدن المريض وان لا تعود مرة أخرى. وقد ذكر بأنه قام بطرد أرواح من بدن مريض دخلت بدورها قطيع من الخنازير التي أسرعت إلى حافة هاوية وسقطت في الماء لتموت. وذكر أن النبي عيسى علم تلاميذه طرد الأرواح من أبدان المرضى. وليومنا هذا تتولى الكنيسة وخاصة الكاثوليكية هذه المهمة. وكتب العهد القديم تحدثت عن تعرض بعض أنبيائه للشيطان.
القرآن الكريم أكد أن من معجزات النبي عيسى عليه السلام شفاء المرضى بإذن الله بصلواته ودعائه.
إلى عهد قريب كان المريض العقلي في أوروبا يعتقد انه شيطان أو ساحر وقد تمت مطاردتهم وقتلهم حرقاً للتخلص منهم. وأخيراً باختفاء هذا الاعتقاد تم التعامل معهم كمرضى وأصبحوا يجمعون في مصحات خاصة لرعايتهم وحمايتهم.
الجن في الإسلام
من المعروف أن سكان الجزيرة العربية قبل الإسلام من أهل الكتاب يهود ونصارى والمشركين من العرب أولاد سام وحام كانوا يعتقدون في وجود الجن وأثره على الإنسان من مكروه ومرغوب إذ كان الموهوبون كالشعراء يعتقد أن بهم جن وهو الذي يلهمهم بقول البديع من الشعر. وكانوا يستعينون بالجن في إحداث الضر والخير ومعرفة المجهول. أما وادي عبقر فكان وادي في الجزيرة العربية كان يعتقد أن الجن تسكنه. وكلمة عبقري مشتقة من ذلك الاسم.
القرآن الكريم أكد وجود الجن كما جاء في شأن إبليس الذي كان من الجن، ومن بعض الآيات التي تدل على وجودهم كقوله تعالى " والجان خلقناه من قبل من نار السموم"، وقوله تعالى " وخلق الجان من مارج من نار." ويقال أنهم خلقوا قبل آدم بألفي سنة.
تعرض النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه لهم مثلا قوله "عرض لي الجان في صلاتي فخنقته" وكذلك قوله " ما منكم من احد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة."
تذكر المراجع أن الجن مخلوقات رقاق الأبدان كالهواء لا يبصرها الإنسان ولكنهم يبصرونه ويستطيعون التشكل في صورة الأنس والبهائم والحيات والعقارب والطير. ومنهم المؤمن والكافر ويدخلون الجنة والنار يوم القيامة على حسب أعمالهم.
إبليس عصى ربه إلا أن الله سبحانه وتعالى أمهله من العقاب إلى يوم يبعثون، وإلى ذلك اليوم تعهد أن يغوي الإنسان ضعيف الأيمان ويبعده عن فعل الخير ليدخله معه النار.
كما ذكر في القرآن تسخير الله الجن لسيدنا سليمان يأتمرون بأمره، " من الجن يعمل بين يديه بأذن ربه." وذكر أيضا أن الجن يعلم الناس السحر والطب.
المسلم لا ينكر وجود الجن ولكن الخلاف في تفسير هذه الآية "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلاّ كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس." هذه الآية اتخذت كدليل على أن المصر وع يدخل في جسده الشيطان فيجعله يتخبط. أي أن ما يأتي به المصر وع من تشنجات وحركات لا إرادية غريبة وما يتفوه به من كلمات مبهمة أو بذيئة من فعل التلبس. .وكذلك يدللون بحادثة المرأة التي لها ابن به جنون يأخذه عند الغداء والعشاء، فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن مسح على صدر الابن فخرج الجني من جوفه "مثل الجرو الأسود". وفي حالة ثانية أمره الرسول بقوله" اخرج عدو الله" فخرج.
وسوسة الشيطان للإنسان
يوجد اعتقاد كبير لدى المسلم بوسوسة الشيطان للإنسان لإغرائه لمخالفة ربه ويدلل على ذلك بقوله تعالى "من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس". فالوسوسة فسرت على أنها الصوت الخفي الذي لا يحس فيحترز منه أو الإلقاء الخفي في النفس. وقيل أن الوسوسة غالبا ما تكون كلاما يكرهه الموسوس و ذلك يؤدى إلى صرعه. وقد تكون الوسوسة كلاماً تميل إليه النفوس والطبع، كالرغبات والأماني المكبوتة التي لا يستسيغها العقل. وقد قيل في بعض كتب التفسير أن الشيطان يدخل جسم ابن آدم لأنه جسم لطيف أو رقيق ليوسوس له اى يحدث النفس بالأفكار السيئة التي تقود إلى المعصية. ويستدل على ذلك بالحديث الشريف " أن الشيطان يجرى في الإنسان مجرى الدم."
العلم الحديث يعطى شرحاً آخر لهذه الوسوسة التي يعانى منها كثير من المرضى النفسيين لا دخل للشيطان فيها وسنأتي على ذكرها لاحقاً بمزيد من التفصيل في الجزء الثاني من هذا المقال.
طرد الشيطان بواسطة المشايخ
اخراج الجن بواسطة المشايخ - عن قناة العربية-
الاعتقاد بأن الجن أو الشيطان يؤدى إلى الصرع أو الجنون لدى الإنسان أدى إلى ظهور معالجين كثيرين من المشايخ والمطوعين بعضهم عن نية صادقة والبعض كوسيلة للكسب السريع. غالباً ما يكون التشخيص بالتلبس بالجن إذا كانت تبدر من المصاب حركات وتشنجات وكلاما مبهماً أو بذيئاً أو نوبات إغماء تشبه النوبات الصرعية. أما إذا ما كان المريض يشتكي من اضطرابات نفسية تلعب العاطفة دورا بارزا فيها مثل الحزن أو القلق أو الغضب أو المخاوف الشديدة أو الشعور بالذنب أو عدم الثقة أو فقدان الشهية للأكل أو الجنس أو المتعة في الحياة أو العمل، فالتشخيص غالبا ما يكون المرض نتيجة لعين أو سحر أو عمل أو حسد.
إخراج الجني عند المشايخ الملتزمين بالدين يكون بأساليب مختلفة كالدعاء والذكر وقراءة المعوذات وآية الكرسي، و هذه الأساليب يعتقد أنها تؤثر سلباً على الجني أو الشيطان و تؤدي إلى طرده من جسم المريض. بعض المعالجين يلجئون إلى أساليب مباشرة للتعامل مع الجني العنيد وذلك بانتهاره وسبه ولعنه و أمره بالخروج فأن لم يأتمر كان نصيبه الضرب بالعصي غالبا تحت الأرجل حتى يصيح ويصرخ. والاعتقاد هنا أن المصر وع لا يحس بالألم بل الجني هو المتألم والذي غالبا ما يترك المصر وع قهرا ولكن قد يعود مرة أخرى ويتطلب ذلك مراجعة المعالج مرة أخرى.
الحقيقة أي عمل مؤذي كالضرب يعاني منه المريض شخصياً فهو يبكي ويطلب الرحمة ولكن الشيخ لا يبالي لأنه يعتقد أن الذي يعانى ويصرخ هو الجني ويستمر في الضرب إلى أن يغمى على المريض أحيانا أو يسعفه ذكاءه فيستجيب لما يطلبه منه الشيخ. وكم من مريض مات نتيجة الضرب أو التجويع أو التعرض لعوامل طبيعية ضارة بالصحة.
المعروف أن بعض المرضى عندما يكونون في حالة غيبة أو تغيير في الوعي نتيجة لنوبة" اضطراب تفككي أو تلبسي " قد لا يستجيبون للمؤثرات الخارجية مثل الشعور بالألم فيعتقد عندها خطأ أن عدم استجابتهم تعنى أن الجني هو الذي يحس بالألم وليس المريض الذي لا يبدي أي تأثر واضح بما يحدث له في تلك اللحظة ولكن قد يلاحظ عليه اثر الأذى عندما يستعيد كامل وعيه.
هل هنالك اتفاق ديني على التلبس؟
طائفة المعتزلة وبعض الطوائف المسلمة تنكر دخول الجن بدن الإنسان المصر وع لاستحالة دخول روحين جسداً واحداً. ويوجد بيننا الآن عدد من العلماء المسلمين المعاصرين الذين يجاهرون برأيهم هذا غير عابئين بوصفهم زنادقة أو كفار.
في هذا الموضوع يقول احدهم: "إن كلمة لبس أو لمس لم ترد في القرآن أو السنة. والمس كما جاء في قوله سبحانه وتعالى "كالذي يتخبطه الشيطان من المس." وكذلك قوله تعالى " أنى مسني الشيطان." لا يعنى دخول الجني جسم الإنسان وإنما هي وسوسة زائدة منه تسبب التخبط أو الصرع. فالإنسان لضعفه يصرع عند سماعه للوسوسة التي هي همس بما تكرهه النفس أو ما يغضب الله".
الملاحظ هنا أن في كلا الحالتين يكون الشيطان مسئولا عن المس أو التخبط إلا أن الاختلاف في الكيفية فالفئة الأخيرة تعتقد أن الصرع نتيجة وسوسة الشيطان وليس دخول الشيطان فعلياً بدن المريض.
شاهد من أهلها
اخراج الجن بواسطة المشايخ - عن قناة العربية-
قبل عدة سنوات كتب احد المعالجين بالقرآن مقالاً في إحدى الصحف أنه لسنوات كان يعالج المرضى بالقرآن مرجعاً أغلبها للتلبس بالجن أو الحسد أو العين أو السحر، ولكنه عندما اطلع على كتب علم وطب النفس تأكد لديه أن الحالات التي كان يعالجها موصوفة بدقة أكبر في تلك الكتب وأنها تستجيب للعلاج عند الطبيب النفسي بصورة أشمل وأسرع. و من يومها ودّع مهنته للأبد وصار ينصح مراجعيه بمراجعة الأطباء لأنهم يستطيعون أن يشخصوا الحالة ويعالجونها أحسن منه. ولو كان العلم متقدما في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لوجّه المرضى نفس الوجهة مع تدعيم للعلاج الطبي بالقرآن والدعاء . والرسول نفسه ذكر أن" لكل داء دواء إلا الهرم"
أعداد متزايدة من علماء المسلمين الآن يؤمنون بالمرض النفسي والعقلي بجانب المرض العضوي ويؤمنون كذلك بالعلاج الطبي لهذه الأمراض وفي السودان كثير من المشايخ الذين يقصدهم المرضى النفسيين لهم علاقة قوية مع الأطباء النفسيين المحليين إذ أنهم يرسلون الحالات المرضية إلى هؤلاء الأطباء ومن ثم الدعاء على هذه الأدوية وأمر المريض أن يتعاطاها على حسب نصائح الطبيب. وهذا الأسلوب فعّال للغاية إذ أن العلاج الطبي مدعم بالعلاج الديني مع التأكد من التزام المريض بالعلاج.
التقدم العلمي الكبير في نهاية القرن الماضي في العالم الغربي أسهم كثيراً في انحسار الاعتقاد الذي كان سائداً هناك بتلبس الشيطان للإنسان وإصابته بالمرض عقلياً كان أم عضوياً وانحصر هذا الاعتقاد في الكنيسة وأتباعها وقلة في المجتمع. الآن يوجد تصنيف معترف به عالمياً لوصف وتسمية لغالبية الحالات المرضية التي كان يعتقد أن للشيطان دور في إحداثها كما انه الآن توفرت المعالجات الطبية المتنوعة للسيطرة عليها.
بالمقابل استمر هذا الاعتقاد في دول العالم الثالث ليومنا هذا نسبة لتعمق التأثير الديني والتراث الاجتماعي/ الثقافي ولعدم مواكبة النهضة العلمية وضعف التثقيف العلمي والطبي.
الوصف الشائع للمتلبس بالجن أو الشيطان هو أنه شخص غريب الأطوار والهيئة تبدو عليه تشوهات أو التواءات جسدية وقد يتفوه بكلمات غريبة أو غير مفهومة أو بذيئة أو يتحدث بلغة أجنبية وله قوة خارقة. وهو لا يأنس بالإنسان وتخيفه الرموز الدينية. وذكر أيضاً أنه يستطيع أن يسكن جسده بحيث يبدو كأنه ميت أو فاقداً للوعي نسبة لإبطائه لتنفسه وضربات قلبه وشل حركة جسمه وعدم استجابته للمؤثرات الخارجية. وذكر عنه انه قد تعتريه تشنجات أو انتفاضات عضلية حركية مفاجئة أو تنتابه نوبات من العواطف القوية كالغضب فيثور ويؤذي ويدمر ما حوله.
الغريب في الأمر أن أغلبية هذه الأعراض يمكن معاينتها لدى المريض النفسي أو العصبي أو العقلي ولكن ليس بالضرورة كلها مجتمعة ولكن على حسب التشخيص الطبي الذي يمكن الوصول إليه بعد الاضطلاع على التاريخ المرضي والكشف ألسريري وإجراء الاختبارات النفسية أو المعملية اللازمة. وسوف أذكر أهمها تحت ثلاث تصنيفات باختصار شديد.
A - أمراض عصبية:
“neurological illnesses ”
مرض الصرع:
تلبس ام حالات مرضية نفسية ؟
مرض شائع بين الأطفال ومن أشهره الذي يتصف بالنوبات الكبرى الفجائية التي يفقد فيها المريض وعيه ثم تنتابه تشنجات عضلية عامة تعقبها انتفاضات عضلية شاملة وقد يخرج الزبد أثناءها من فمه أو يتبول على نفسه أو يقطع لسانه بأسنانه قبل أن يسكن جسده ليفيق بعدها المصاب بدقائق بدون أن يعي ما حدث له أثناء النوبة.
هذه النوبات يمكن رصدها بوضوح عن طريق تخطيط الدماغ ويمكن السيطرة عليها بمضادات الصرع.
وقد تحدث هذه النوبات في وقت لاحق من العمر نتيجة لإصابة في الدماغ ويمكن تشخيصها ومعالجتها طبياً.
مرض دي لا توريت “de la Tourtte ”:
هنا تنتاب المريض نوبات من النعرات الصوتية والحركية بشكل مفاجئ تسبب له كرباً شديداً. النعرة هي صوت أو انتفاضة حركية فجائية تنبعث بصورة غير إرادية قد تربك أو تخيف الحاضرين. أحيانا تكون الأصوات ألفاظ بذيئة أو سب يعتقد المجاور للمريض انه المقصود بها.
لذلك قد يعتقد أن الشخص به مس من الشيطان.
B- أمراض عقلية:
“mental illnesses”
مرض الفصام:
مرض عقلي معروف عالمياً ويمكن تشخيصه بسهولة والسيطرة على إعراضه بمضادات الذهان.
المريض باختصار يفتقد إلى البصيرة والاتصال بالواقع وتتكون لديه معتقدان خاطئة أو توهمات قد يكون منها انه نبي مرسل لهداية البشرية أو ملك أو أن جنياً يسيطر على جسده ويتحكم في حركاته وتصرفاته. وقد تنتابه هلاوس سمعية أو بصرية يدرك معها أشياء لا وجود لها. بعض المرضى يظهرون أعراضاً كتتونية منها وضع أجسادهم في أوضاع غريبة وشاذة لفترات طويلة أو تتخشب أجسامهم. وفي بعض الأحيان يدخلون في حالة غيبة لا يتحركون أثناءها ولا يستجيبون لأي مؤثر خارجي، أي حالة سكون بدني كامل. وفي بعض الأحيان يكونون في حالة إثارة هوجاء قد يدمرون أو يؤذون من حولهم.
التصرفات هذه غالباً ما يعتقد أنها من فعل الشيطان. وكل حالات الفصام تعتبر مسا بالجن.
مرض الهوس والاكتئاب الذهاني:
كما ذكرت في مرض الفصام قد يظهر المريض توهمات أو هلاوس بالإضافة للأعراض الكتتونية. ويكون المريض مكتئباً بشدة أو متهيجاً يصعب السيطرة عليه.
C- أمراض نفسية:
“psychological illnesses”
اضطراب الكيان ألتفككي “identity disorder ”:
كان يعرف سابقاً باضطراب الشخصية المتعددة.هنا يتكون للمريض كيانان أو شخصيتان أو أكثر تبدوان من وقت لآخر عندما يكون المريض تحت ضغوط نفسية شديدة أو يعاني من حالة صراع مؤلمة. كل شخصية قائمة بذاتها من ناحية الإدراك والتفكير والذاكرة والذات ولا تدرك شيئاً عن الشخصية الأخرى وهنا قد يعتقد أن الشخص متلبس بالجن عند تقمصه الشخصية غير المتعارف عليها.
الاضطراب التحولي “conversion disorder ”:
في هذا الاضطراب يوجد قصور في الوظيفة الحركية أو الحسية توحي بوجود مرض طبي عام أو عصبي. يحدث ذلك عندما يعاني المريض من ضغوط أو صراع قوي.
الأعراض الحسية تشمل فقدان الإحساس أو النظر أو السمع، أما الحركية فتشمل نوبات اختلاجية أو شبه صرعيه قد تفسر على أنها من فعل الجن أو الشيطان.
الاضطراب ألتفككي “dissociative disorder ”:
هنا تحدث للمريض نوبات انشطارية حيث تتفكك القدرات العقلية من إدراك وذاكرة وتفكير والإحساس بالذات والوعي قد تكون مصحوبة بحركات أو تشنجات لا إرادية وتفوهات مبهمة يكون أثناءها المريض مضطرب الوعي. لذلك تعتبر الحالة مسا من الجن.
مثال: شابة جالسة بين أهلها فجأة تسقط على الأرض وتبدو عليها تشنجات أو اختلاجات حركية وتتفوه بكلمات غير مفهومة إلا أنها ليست غائبة الوعي تماما بل مشوشة ولا تستجيب لمن حولها. قد تسكن الحركات العضلية إلا أن المعنية قد تستمر في حالة تشويش في الوعي والتفكير لفترة. وقد تتكرر هذه النوبات في مواقف مختلفة.
قد يعتقد أن هذه الحالة نتيجة المس أو الصرع بالجن. والحقيقة أن هذه الشابة كلما تعرضت لصراع أو ضغط نفسي غير محتمل بالنسبة لها أو غير قادرة على حله أو التعامل معه تدخل في هذه النوبة هرباً من الموقف وحلاً مؤقتاً للصراع.
أرجو أن انوه أن هذه ليست حالة صرع عصبية كبرى ويمكن التفريق بين الاثنين بسهولة بواسطة المتخصص.
الاضطراب ألتفككي ألحلولي “Trance possession ”:
في بعض الأحيان الاضطراب ألتفككي أعلاه قد يأخذ منحى آخر بأن يعتقد المريض أن جنياً قد حل به أو تقمصه وكل ما يبدر منه هو بفعل الشيطان.
هذه الحالات تلعب المعتقدان الثقافية والدينية دوراً كبيراً فيها لأن المجتمع الذي يعيش فيه المريض يؤمن بحلول الجن جسم الإنسان. الفرق بين هذه الحالات ومرض الفصام أن هذه الحالات تظهر على المريض من وقت لآخر يكون بينها طبيعياً، وهنالك تشوش في الوعي أثناء النوبة. والأهم من ذلك لا يوجد تدهور واضح في أداء المريض المهني أو الاجتماعي أو في شخصيته بين النوبات.
اذكر في هذا المجال أن أسرة عمانية أحضرت لي ابنتها الشابة على أن الجني يسكنها ومن وقت لآخر يصرعها فيفقدها رشدها وينتفض كل جسمها ويتحدث بلسانها. وقد أخذوها لمعالج محلي الذي أكد أنها مسكونة بالجني ولكنه فشل في إخراجه من جسدها. أيدت الشابة ما ذكره الأهل وزادت على ذلك بأنها تستطيع استدعاء الجني داخلها لتؤكد لي ما تقول. وفعلاً قامت بالتحديق لفترة في الفضاء أمامها وبعد لحظات بدا بعض التغيير في وعيها وجحظت عيناها وابتدأت ترتجف وتنتفض بأكملها وتهذي بكلمات غير مفهومة. عندها ابتدرتها بسؤالي" من أنت؟" ولدهشتي أجابت الشابة " أنا حيروف."وبسؤالي ماذا يفعل بالصبية، ذكر انه يحرسها ليمنع زواجها من شخص تقدم لزواجها لأنه يحبها ولو أصر الأهل فسوف يقتلها. وفجأة سكنت حركاتها وشيئاً فشيئاً استعادت كامل وعيها, وعند سؤالي لها إذا ما كانت تدري ما حدث لها أجابت بالنفي.
أكد لي الوالد موضوع الخطوبة وبسبب مرض الابنة أجّلوا العرس مرات عديدة. عندها طلبت من الأسرة أن تتركني مع الابنة لدقائق وبعد مغادرتهم الغرفة علمت من المريضة أنها لا تريد الزواج من هذا الشاب بل من آخر إلا أن الأهل رفضوه. وذكرت أن الجني يصيبها كلما تم تحديد موعد للزواج.
هنا اتضح لي أن أمامي حالة اضطراب تفككي تحولي نتيجة لضغوط الأهل في تزويجها ولأنها لا تستطيع الممانعة تحول الصراع داخلها إلى هذه النوبات التي تؤدي إلى التأجيل. واستفادت الشابة بصورة غير واعية من هده النوبات للدرجة التي كان فيها بإمكانها إحداث النوبات ذاتياً وذلك بإدخال نفسها في حالة غيبة انشطارية مصاحبة بالحلول.
قمت بشرح الأمر للوالد وأوضحت له أن مرضها سببه عدم رغبتها في الاقتران بذلك الشخص وأكدت لهم أن المرض سيختفي عند تأكيد الأمر لها. فعلاً أكد الوالد أن الابنة لم تعطهم موافقتها ووعد بأن لا يزوجها ضد رغبتها.
بعد حوالي شهر مرّ على والد الشابة لوحده وذكر أن المرض اختفي نهائياً وان البنت في صحة جيدة وتستعد للزواج من شخص آخر تقدم لها وارتضت به.
مثل هذه الحالات تحدث بكثرة في المجتمعات الريفية وخاصة تلك التي تعتقد بمس الجن ونسبة لأن المريض يؤمن سلفاً بهذا الاعتقاد أو يقوم المعالج بالإيحاء له بذلك وهو في حالة غيبة نفسية فسرعان ما يفعل العقل الباطني ذلك الإيحاء فيؤدي المريض الدور المطلوب بصورة مسرحية دراماتيكية بدون وعي منه.
بعض المعالجين الروحانيين يستطيعون بالممارسة أن يحدثوا ذاتياً هذه الحالة في أنفسهم أو في وسيط متعاون معهم موهمين الحضور أنهم يتصلون بالجن لمعرفة بعض الأشياء الغيبية المتعلقة بالمريض. وكذلك يستطيعون إحداث الحالة عند المريض مستغلين قابلية المريض العالية للإيحاء واعتقاد المريض القوي في قدرتهم على إخراج الجن من أجسادهم.
اضطراب الوسواس القهري “obsessive compulsive disorder ”:
يتصف هذا المرض بوساوس في شكل أفكار أو صور ذهنية أو نزعات مكررة ومستمرة يعيشها المريض من آن لآخر. هذه الوساوس تكون متطفلة وسخيفة أو ساذجة أو كريهة فارضة نفسها على مخ المريض الذي قد يحاول تجاهلها أو كبتها أو تحييدها بأفكار أخرى أو أفعال بدون جدوى وهو يدري أنها من نتاج ذهنه, أي ليست مفروضة عليه من الخارج. وهذه الوساوس تسبب للمريض قلقاً وكرباً شديداً وتنغّص عليه حياته وتؤثر على وظائفه المهنية والدراسية والاجتماعية.
غالباً ما تكون هذه الوساوس ذات طبيعة جنسية أو عدوانية كريهة ومقززة أو أفكار تشككية تستدعي تكرار الفعل أو إعادته مثلاً الغسيل والوضوء، أو المبالغة في التدقيق والترتيب والتنظيم. أو أفكار بتوقع شي مخيف يحدث له أو لشخص عزيز عليه وذلك يزيد من رعبه. التشكك في المسائل الدينية أو الذات الإلهية من أبغض هذه الوساوس للمريض.
علمياً تعزى هذه الوساوس لأسباب وراثية و بيولوجية ونفسية والمريض يدرك أنها من نتاج دماغه وغير مفروضة عليه من الخارج إلا أن التفسير الديني لها والمتقبل من غالبية العامة أنها مس أو وسوسة شيطان تجري في دم المريض لتصل لقلبه فتؤلمه أو قد تتسبب في صرعه إن لم يطيق تحملها.
يعتبر" فرويد" القلق العصابي كصراع لا شعوري بين رغبات " ألهو" الجنسية والعدوانية من جانب وبين رغبات "الأنا" و" الأنا الأعلى" والتي تميل إلى المثاليات وعالم الواقع من جانب آخر. فالتعبير عن رغبات الفرد المكبوتة في اللاوعي بصورة واعية تشكل تهديداً لكيان الفرد لأنها تتعارض مع معايير المجتمع الدينية والثقافية ومثل وأخلاقيات الفرد.
"الأنا" الناضج يستطيع باستغلال آليات دفاعه المختلفة ومن أهمها" الكبت" السيطرة على هذه الرغبات والنزعات والأفكار الغير متقبلة مع إخفائها في العقل الباطني. ولكن أحيانا تضعف عملية الكبت هذه عندما يسترخى العقل الواعي ولذلك تجد هذه الرغبات أو النزعات طريقها لوعى الفرد في شكل أفكار منها الجنسي والعدواني، ألا أن الأنا سريعا ما يستعيد عملية الكبت مرة أخرى فتختفي هذه الأفكار والرغبات الحيوانية عن وعى الفرد. ولكن كثيرا ما تجد هذه الأفكار والرغبات الحيوانية طريقها إلى السطح عندما يكون الأنا في أضعف حالاته لتظهر في أحلام اليقظة أو في أحلام الليل.
المريض الموسوس يتميز بهذه الصراعات الغير واعية أو المكبوتة التي تجعله يعيش في حالة قلق شبه مستمر تضعف من عملية الكبت ولذلك تجد هذه النزعات والأفكار طريقها للخارج لوعي الشخص في شكل وساوس قهرية أو نزعات أو خيالات ذات محتوي جنسي أو عدواني أو شكوك ومخاوف بصورة مستمرة تؤذي أو تزعج الفرد و لذلك يحاول مقاومتها أو تحييدها أو تجاهلها بدون جدوى.
قد يتساءل الطبيب النفسي لماذا تستجيب هذه الوساوس في كل أنحاء العالم للعلاج النفسي المتكامل؟. و لماذا يوقف الشيطان وسوسته بدون قراءة قرآن على المريض غير المسلم؟ وكذلك لماذا لا يستجيب هذا الشيطان في أغلب الأحيان للمطوّع أو الشيخ؟
-Dأمراض وراثية:
“hereditary diseases”
كثير من الأمراض الوراثية التي قد يولد بها الفرد تكون مصاحبة بتأخر عقلي أو انخفاض شديد في الذكاء مع تشوهات خلقية في الأجزاء البارزة من الجسم مثلاً الجمجمة والأذنين والمنخر والعينين والرجلين والذراعين. أو يكون أبكماً أو فاقداً للسمع أو النظر مما يجعله مخيف المنظر ويتصرف بغرابة.
هؤلاء المرضى قد يعتقد أن الجن يسكنهم أو هم من أهل الجن.
-----------------------------------------------------------------------------------
الأسباب العلمية للمرض النفسي:
يمكن تعريف المرض النفسي على أنه مرض يسبب اضطراباً في التفكير والإدراك والسلوك والعواطف. وفي حالة كونه شديداً يحد من قدرة المريض على مواجهة متطلبات حياته المهنية والأسرية والاجتماعية وحتى متطلباته الشخصية من العناية بجسمه ومظهره وإطعام نفسه أو حمايتها من الأخطار.
في أخطر الحالات قد يفقد المريض بصيرته ويفقد تماماً الاتصال بالواقع وإدراك الخطأ من الصواب نسبة للاضطراب الشديد في ملكاته العقلية، أي يصل مرحلة فقدان العقل أو الجنون تحديداً . عندها يكون قد رفع عنه القلم ولا يعتبر قضائياً مسئولا عن تصرفاته ولكن لا يمنع ذلك من اتخاذ وسائل تمنعه من الإضرار بالنفس أو الغير مستقبلاً مثلاً حجزه بمأوى يقوم بعلاجه ورعايته .
بالرغم من أن السبب الرئيسي لأغلبية الأمراض النفسية والعقلية غير معروف بالتحديد إلا أن الأبحاث الطبية أكدت أن مجموعة من العوامل البيولوجية والسايكلوجية والبيئية لها دور في حدوث المرض. بعض هذه الاضطرابات ربطت بعدم توازن أو اختلال بكيميائيات معينة في المخ تسمى الموصلات العصبية. هذه الموصلات تساعد خلايا الدماغ في التواصل بينها وأي اختلال في هذا التوازن في هذه الموصلات من ناحية الكم والنوع والكيف قد يؤدي إلى عدم انسياب الرسائل أو الإشارات بين الخلايا بصورة طبيعية.مؤدياً لظهور الأعراض المرضية.
الأسباب البيولوجية:
1- الوراثة 2- التهابات المخ 3- إصابة المخ قبل وأثناء وبعد الولادة أو قصور في نموه 4- سوء التغذية 5- التعرض للسموم مثل الحديد.
الأسباب السايكلوجية:
1- اعتداء جنسي أو بدني قاسي في مرحلة الطفولة.
2-حرمان أو إهمال عاطفي أو بفقدان الأم..
3- صعوبة في الانتماء للآخرين
4- الشعور الدائم بعدم الفاعلية مع اعتبار ذات ضعيف وثقة بالنفس متدنية.
الأسباب البيئية:
تشمل السكن والغذاء والفقر والحرمان واستعمال الكحول والعقاقير الضارة بالعقل.
كما هو واضح فلا يوجد سبب أكيد واضح للمرض ولكن يعزى لعدة عوامل مجتمعة والعلم عند الله سبحانه وتعالى لو كان للشيطان دور في الأمر عن طريق المس أو الوسوسة ولكن العلم لا يؤيد ذلك.
إضافة لما ذكر أعلاه أنا أستطيع أن أجزم بأنني طيلة دراستي وعملي بحقل الطب النفسي لم تمر علي أي حالة مرضية شككت أنها لا تخضع لمعايير التشخيص للأمراض النفسية وكذلك لم اسمع عن طبيب نفسي شخّص إحدى حالاته بأنها تلبّس بالجن وليست مرضاً نفسياً. هذا لا ينفى إن فئة من الأطباء والمعالجين النفسيين ابتدعت معالجات نفسية خاصة تحت التنويم لمعالجة هؤلاء الذين يؤمنون بدور الجن أو الأرواح في أحداث ما يعانون منه. و يعطى المعاني وهو في حالة غيبة تنويمية إيحاءات بأن الجني أو الروح قد غادرت جسده وبذلك هو في سبيله للمعافاة من أعراضه.
بقلم الدكتور الأمين إسماعيل بخاري
بقلم الدكتور الأمين إسماعيل بخاري
مواضيع ومقالات مشابهة